كتبت ـ مي يحيى الشرقاوي .
دور المدرسة التربوي يشمل أيضاً تخريج أجيال واعية مثقفة، وهذا لن يتحقق بالتأكيد من خلال حشو عقولهم بكم المعلومات الهائل الذي تحتويه المقررات الدراسية فقط، صحيح إن التعليم مهم وهو أحد أسس الحياة وقد أمرنا به الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن في النهاية كما يمتلك الطالب حصيلة علمية، فلابد أن يمتلك أيضاً مجموعة المهارات التي تمكنه من إدارتها وإحسان استغلالها، وهنا يأتي دور المدرسة التربوي ليُكمل دورها التعليمي، فتقوم بتشكيل وعيه وإكسابه العديد من المهارات الاجتماعية.
فمن خلال المدرسة يخوض الطالب أولى تجاربه في التواصل مع الآخرين، ويمكن أن ينمي المعلم في طلابه روح التعاون من خلال تشكيل مجموعات منهم وتكليفهم بمهمة ما ليؤدوها معاً، كذلك المعسكرات الخارجية وفرق الكشافة تشبه برامج إعداد القادة، فهي تنمي القدرات الشخصية للطلاب وتظهرها وتعلمهم تحمل المسئولية، وكيفية إدارة الأمور وأساليب التعامل مع الرؤساء والمرؤوسين.
من جانب التربية الاجتماعية :
المدرسة تتحمل المسئولية عن أي ظواهر سلبية تصيب المجتمع، مثل الشقاق الوطني والتفرقة الطبقية أو تفشي الأفكار العنصرية وغيرها، فالمدرسة في كل عام يلتحق بها عدد كبير من الطلاب، ينتمون لشرائح اجتماعية مختلفة وينتمون لبيئات متباينة، و دور المدرسة التربوي يحتم عليها التوحيد بين هؤلاء جميعاً، والعمل على خلق مجتمع متآلف ومتجانس، خال من الأحقاد والمنازعات العرقية، وهذا كله لا يتحقق إلا باتخاذ المدرسة من القيم الإسلامية منهجاً وأساساً لتربية النشء
اكتشاف المواهب وتنميتها :
دور المدرسة التربوي يتضمن عمل هيئة التدريس على كشف مواهب الأطفال وقدراتهم، ومن ثم توجيههم والعمل على تنمية تلك المهارات والقدرات، وتعليمهم كيفية استغلالها على الوجه الأمثل، وذلك يتم من خلال وضع برامج رعاية للطلبة المتفوقين والموهوبين، كذلك على المعلم أن يحث طالبه على خوض التجارب بنفسه، وأن يشارك بأي من الأنشطة التي يجد في نفسه ميل إليها، حتى يكتشف بنفسه مواطن قوته وعوامل تميزه، وهنا يأت دور المعلم المتخصص في قيادة تلك الموهبة وإدارتها وتفجير طاقتها وإخراجها للوجود. وأتوجه بالشكر والتقدير للأستاذ الدكتور محمد بهجت عوض نائب رئيس جامعة الزقازيق الأسبق والممثل القانوني للمدارس ورئيس مجلس الادارة والخبير التربوي الأستاذ عبد الناصر عوض ومدير المدرسة أحمد عبد الحميد على ثقتهم وتقديرهم وتركهم المساحة للابداع